**من هو جابر بن حيان*** هوأبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي ، طبيب عربي، عاش في العراقبالكوفة وبغداد، وهو أول من اشتغل بالكيماء القديمة ونبغ فيها، حتى إنالعرب سمَّوا الكيمياء عامة "صنعة جابر"، إشارة إلى أن "جابر بن حيان" هوأول من زاولها، وكشف عن مفردها ومركِّبها، وتناول في كتاباته الفلزاتوأكاسيدها وأملاحها، وأحماض النتريك والكبريتيك والخليك، وعالج القلوياتوحضَّرها ونقَّاها بالبلورة والتقطير، والترشيح والتصعيد. إن جابر بن حيان هو الذي وضع الأسس العلمية للكيمياء الحديثة والمعاصرة ، وشهد بذلك كثير من علماء الغرب . فقال عنه Berthelot برتيلو :"إن لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق" . وقال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون) : (إن جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء) ويقولماكس مايرهوف : يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوربا إلى جابر ابن حيانبصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها مازالت مستعملة فيمختلف اللغات الأوربية. لقد عمد جابر بن حيان إلى التجربة في بحوثه ، وآمن بها إيمانا عميقا . وكانيوصي تلاميذه بقوله :"وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لايعملويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يابني بالتجربة لتصلإلى المعرفة". **أصل كلمة كيمياء : *** يذكر بعض المؤرخين أن العلماءالمسلمين الذين اشتغلوا بعلم الكيمياء منذ عهد جابر بن حيان اشتقوا لفظ( الكيمياء) من نفس لغتهم العربية . وأصل كلمة كيمياء في اللغات الأجنبيةهو ( الكمي ـــ Alchemy ) . وتدل أداة التعريف ( الـ) على الأصل العربيولاشك . ويقول نفر من المؤرخين أن كلمة ( كمي ) من أسماء مصر القديمة وتعنيالأرض السوداء . وهناك فئة تقول بأن الكلمة أصلها يوناني قديم وعنالأصل نقل جابر وأمثاله من العلماء العرب والمسلمين ومعنى الكلمة اليونانيةهو صهر المعادن وصبها . وكانت صناعة المعادن آنئذ جزءاً لا يتجزأ من عملعلماء الكيمياء والمشتغلين بهذا الفن بصفة عامة . **علماء المسلمين حرروا علم الكيمياء من الخرافة *** بدأتالكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية ، حيث سيطرت فكرة تحويلالمعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة . وذلك لأن العلماء في الحضارات ما قبلالحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضةوالنحاس والحديث والرصاصوالقصدير من نوع واحد ، وأن تباينها نابع منالحرارة والبرودة و الجفافوالرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة ( نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة ،النار و الهواء و الماء والتراب)، لذايمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير . ومنهذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنهبالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيلالعمر . فعلم الكيمياء مر بحقبة من الزمن سادتها الخرافات و الشعوذةولكن علماء العرب المسلمينهمالذي حرروهامن ذلك الضجيج الفاسد الذي لايعتمد على علم ، بل كان مصدرها الوهموالبلبلة . وبالفعل تأثر بعضالعلماء العرب و المسلمينالأوائل كجابر بن حيان و أبو بكر الرازي بنظريةالعناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان . لكنهماقاما بدراسة علمية دقيقة لها ؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهجالعلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية . فمحاولة معرفة مدى صحةنظرية العناصر الأربعة ساعدت علماء العربوالمسلمين في الوقوف على عددكبير جداً من المواد الكيماوية ، وكذلك معرفة بعض التفاعلات الكيماوية , لذاإلى علماء المسلمين يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العملياتالكيميائية البسيطة مثل : التقطير- التسامي- الترشيح - التبلور - التكسيد **مكتشفات ابن حيان في مجال الكيمياء*** كانت أهم الإسهامات العلمية لجابر في الكيمياء إدخال البحث التجريبي إلىالكيمياء، وهو مخترع القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة باسمهاالعربي Alkali، وماء الفضة. وهو كذلك صاحب الفضل فيما عرفه الأوربيون عن ملح النشادر، وماء الذهب، والبوتاس، وزيت الزاج ( حمض الكبريتيك ). كما أنه تناول في كتاباته الفلزات، وأكسيدها، وأملاحها، وأحماض النتريك والكبريتيك، وعمليات التقطير، والترشيح، والتصعيد. ومنأهم إسهاماته العلمية كذلك، أنه أدخل عنصرَيْ التجربة والمعمل في الكيمياءوأوصى بدقة البحث والاعتماد على التجربة والصبر على القيام بها ، فجابريُعَدُّ من رواد العلوم التطبيقية. وتتجلى إسهاماته في هذا الميدان فيتكرير المعادن، وتحضير الفولاذ، وصبغ الأقمشة ودبغ الجلود، وطلاء القماشالمانع لتسرب الماء، واستعمال ثاني أكسيد المنغنيز في صنع الزجاج. وشرح بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ ، والأنتيمون ، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة. واكتشف أن الشب يساعد على تثبيت الألوان ، كما أنه صنع ورقاً غير قابلللاحتراق، وحضر أيضاً نوعاً من الطلاء يمنع الحديد من الصدأ . كما أن جابر هو أول من استعمل الموازين الحساسة ، والأوزان المتناهية في الدقة في تجاربه العلمية . واكتشف "الصودا الكاوية" أو القطرون ، و هو أول من استحضر ماء الذهب والفضةبخلطهما بحامض الكبريت وحامض النتريك، و أول من أدخل طريقة فصل الذهب عنالفضة بالحلّ بواسطة الأحماض ، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا. وأول من اكتشف حمض النتريك و حمض الهيدروكلوريك ، و أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والإنصهار والتبلور والتقطير. **مؤلفاته :*** جاءفي "الأعلام" للزركلي أن جابراً له تصانيف كثيرة تتراوح ما بين مائتينواثنين وثلاثين وخمسمائةكتاب، لكن ضاع أكثرها. وقد ترجمت بعض كتب جابرإلى اللغة اللاتينية في أوائل القرن الثاني عشر، كماترجم بعضها مناللاتينية إلى الإنجليزية عام 1678م ، وفي سنة 1928م أعاد هوليارد صياغتها،وقدم لها بمقدمة وافية ، وظل الأوربيون يعتمدون علىكتبه لعدة قرون . من أهم هذه الكتب : 1 - كتاب " السموم ودفع مضارها " : كتاب في خمسة فصول تبحث أسماء السموم وأنواعها وتأثيراتها المختلفة على الإنسان والحيوان. والعلامات والعلاجوالحذر من السموم وفيه قسم السموم إلى سموم حيوانية ونباتية وحجرية كالزئبقوالزرنيخ والزاج. وهذا الكتاب يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء. 2 - نهاية الاتقان: وهو مؤلف رائد في الكيمياء. 3 - أصول الكيمياء 3 - استقصاءات المعلم 4 - الموازين الصغير 5 - كتاب الرسائل السبعين : ويشمل سبعين مقالة حول أهم تجاربه في الكيمياءوالنتائج التي توصل إليها ويمكن اعتباره خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياءعند العرب في عصره. توفي جابر بن حيان حوالي عام 199 هـ ، الموافق 815 م على اختلاف بين المؤرخين . فهلبعد اطلاعنا على ماقدمه هذا العالم الجليل للعالم ، نعرف كم خسر العالم كلالعالم بانحطاط المسلمين في عصرنا الحاضر ، وهل من همة لشبابنا كي نصلحاضرنا بماضينا ليكون مستقبلنا زاهراً بإذن الله ، هذا هو أملنا ولا يتحققالأمل إلا بالعمل
No comments:
Post a Comment